يوم 1 جوان 2024، كان أكرم الجمعاوي حاضرا في مباراة كرة قدم بملعب رادس جمعت بين النادي الإفريقي والترجي الرياضي التونسي، وعلى خلفية أعمال عنف جدت خارج الملعب، تمّ القبض على الضحية مباشرة عند الأسوار، ليتم اقتياده إلى مركز الأمن بسيدي البشير دون إعلام عائلته، واحتجازه ثم نقله إلى مركز الإيقاف ببوشوشة. لاحقًا وبعد 3 أيام من إيقافه، تم إصدار بطاقة إيداع بالسجن في حقه ونقله إلى السجن المدني بالمرناقية.
حيث تؤكد عائلته أنّها لم تتلقَّ أي معلومة رسمية حول مكان تواجده أو وضعه الصحي طوال تلك الفترة، رغم محاولاتها المتكرّرة للاستفسار والبحث عنه. وتضيف العائلة أنّ إدارة مركز سيدي البشير أنكرت في البداية معرفتهم به أو تعرضه للإيقاف، كما أفاد أفراد العائلة بأنّهم عاشوا حالة من القلق والارتباك جرّاء غياب التواصل مع ابنهم، ما دفعهم إلى اللجوء إلى الفضاء الرقمي ونشر نداء عبر موقع فيسبوك في محاولة للعثور على أيّ معلومة حول ابنهم، وبمجرد أن نشر البلاغ تواصل معهم أحد الأشخاص الذي كان موقوفا في ذات الفترة التي تواجد فيها اكرم في مركز الإيقاف بوشوشة، وأفادهم بأنّه شاهده هناك، وبتنقلهم لذات المكان تم إعلامهم بأن أكرم متواجد في السجن المدني بالمرناڨية. هذا وتضيف عائلة ضحية الانتهاك أنه بعد أيام من سجنه تمت إدانة أكرم والحكم عليه بالسجن لمدة سنة واحدة.
أثناء محاكمته كان أكرم حاضرًا، حيث تفيد العائلة بأنه كان في حالة لا تبدو جيدة، كما أخبر القاضي بأنه يتعرّض إلى الضرب، مشيرًا إلى شعوره بالمرض وتدهور حالته الصحية. كما يضيف والده أنه وأثناء زيارته له أبلغه الضحية بأنه تعرّض للضرب وسوء المعاملة داخل السجن، قائلًا له: "يا بابا، بش يقتلوني، شوف تخلّط عليّ، شوف لا."
وبعد أسبوعين من سجنه، وتحديدًا يوم 17 جوان، توفّي أكرم الجمعاوي في سجن المرناقية عند منتصف النهار، حيث تمّ نقله إلى مستشفى شارل نيكول بتونس العاصمة، وإعلام العائلة بوفاته مساء ذات اليوم. وهنا تروي العائلة أنه تم إعلامهم بأنّ سبب الوفاة ناجم عن ضيق في التنفّس وسكتة قلبية، غير أنّهم نفوا أن يكون أكرم يعاني من أيّ أمراض مزمنة، مؤكدين أنه دخل السجن وهو في حالة صحية جيدة، وأنّ تدهور صحته بدأ جرّاء الظروف السجنية. وبعد عرضه على الطبّ الشرعي، أفاد التقرير بأنّ الوفاة ناتجة عن اعتداء بالعنف الشديد بواسطة آلة صلبة أدّى إلى تكسّر كامل القفص الصدري وحدوث نزيف داخلي.
ومنذ وفاة أكرم راسلت العائلة مختلف الجهات والسلطات من أجل التدخل وإنصافهم مشيرة إلى أن ابنهم قد توفي في ظروف غامضة وأنه ضحية عنف أملا منهم في استرداد حقوقه ومحاسبة الجناة، حيث تم فتح بحث تحقيقي في الغرض، إلا أنه لم يتم اتخاذ أي إجراء إلى حد أكتوبر 2025.